أما في الجملة الثانية: ((من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها أو ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))، ما قال: ((إلى دنيا))، أو ((إلى امرأة)) ما كرر مثل الجملة الأولى تحقيراً لشأن الهدف والقصد من هذه الهجرة، قد يقول قائل: إن الشخص إذا ضاقت به المسالك في بلده، وضاقت عليه أسباب المعيشة، وانتقل إلى بلد أخر من أجل الدنيا، من أجل أن يكتسب مالاً يعيش به يذم وإلا ما يذم؟

شخص ماتت زوجته، أو بحث عن زوجة فلم يجد فقيل له: إن في البلد الفلاني تجد، فسافر من أجل أن يتزوج يلام وإلا ما يلام؟ لا يلام، لا يلام السياق عندنا في الحديث سياق مدح وإلا سياق ذم؟

الطلاب: سياق ذم

سياق ذم بلا شك؛ لأنه جعل في مقابل الهجرة إلى الله ورسوله، سياق ذم، لكن متى يتجه الذم بالنسبة لمن هاجر من أجل الدنيا، أو هاجر من أجل امرأة يتزوجها، متى يتجه الذم بالنسبة له؟

طالب. . . . . . . . .

ويش هو.

طالب: إذا كان محققاً في بلده. . . . . . . . .

طيب محقق في بلده يجد زوجة في المدينة، وقال: أنا أذهب إلى الشام وأتزوج، أو إلى مصر وأتزوج وأبقى هناك، وهذا محقق في بلده يعني دعونا ممن ترك بلد فاضل إلى بلد مفضول، خلهم بلاد مستوية مثلاً، يجد زوجة في الشام وسافر إلى مصر وتزوج، هو محقق في بلده، يلام وإلا ما يلام؟ ما يلام لكن يلام إذا.

طالب. . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015