لا يمنع أن يكن الطالب المبتدئ يسأل زميله عما استفاده، وزميله يسأله ثم يراجعون الكتاب, يصححون ما أبدوه من معلومات هل هي صحيحة أم خاطئة.
هذا يقول: لي سبع سنوات وأنا أطلب العلم ومع ذلك أحس أني لم أحصل شيء, وأحس أني في بداية الطلب الإيمان أفضل من حالي الآن، وأجد نفسي تميل إلى الشهوات لكن بفضل الله أصبر وما زلت مستمراً في الطلب لكن القلب يميل إلى الدنيا؟ أتمنى أن تدلني على ما هو أنفع لي؟
أولاً: إذا كنت تطلب شيئاً فلا بد أن تعرف الثمرة والغاية من هذا الشيء، وإذا عرفت الثمرة من طلب العلم حرصت على المتابعة, وإذا حرصت على طلب العلم, ومنتك نفسك أن تكون عالماً عاملاً ربانياً فإنك حينئذ لا بد أن تأتي على العوائق عن التحصيل فتبرأ منها, وتجاهد نفسك في محاربتها والتنصل منها، فلا بد من بذل الأسباب, ولا بد من انتفاء الموانع، لا بد من هذا كله، وكونه في بداية الطلب إيمانه أقوى منه الآن لا شك أن هذه عقوبة لمعصية زاولها, فعليه أن يفتش عن نفسه, وعليه أن يصحح ويسعى في تكميل إيمانه, ومع ذلك يجد هذه اللذة وهذه الحلاوة, سواء كانت في العلم أو العمل، سم.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين.
قال الإمام العلامة الحافظ النووي -رحمه الله تعالى-: الحديث التاسع، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-يقول: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أخبرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)) [رواه البخاري ومسلم].
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.