((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله, وأن محمداً رسول الله))، ولا بد من هذه الشهادة أن يعرف معناها, وأن يعمل بمقتضاها, الأعجمي الذي لا يفهم يجب أن يفَّّهم معنى الشهادة؛ لأنه لا أقول لا يمكن أو لا يمتنع من الشرك الأكبر وهو يشهد أن لا إله إلا الله إذا كان لا يعرف معناها, وإذا وجد في البلاد التي تنتسب إلى الإسلام, من يقول: أشهد أن لا إله إلا الله أثناء طوافه على القبر, أو أثناء ذبحه للجن، يقول: لا إله إلا الله, مثل هذا لا تفيده، وحينئذٍ أبو جهل أعرف منه بمعنى لا إله إلا الله، فلا بد من معرفة معنى لا إله إلا الله، على طريقة المسلمين المستمدة من الكتاب والسنة، لا على طريقة المتكلمين الذين يقولون: لا بد أن يبدأ, أو يتوصل إلى إسلامه وإيمانه بالنظر, أو القصد إلى النظر, أو الشك, فلا بد أن يشك ثم يدخل في الإسلام، لا بد أن ينظر في أدلتهم, وبراهينهم العقلية, ثم بعد ذلك يدخل في الإسلام، لا بد أن يقصد إلى النظر, وينوي النظر ثم بعد ذلك يدخل في الإسلام, كل هذه لا أثارة عليها من علم, لا من الكتاب ولا من السنة, ولا من أقاويل سلف الأمة، وإنما هي مما ابتكره المتكلمون وابتدعوه, وكان الرجل من العرب يفهم لا إله إلا الله, ويدخل في الإسلام بمجرد النطق بها؛ لأنه يعرف معناها، ولذا لما طلبها النبي - عليه الصلاة والسلام - من المشركين قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} [سورة ص: 5] يعرفون المعنى لكن ممن يعيش بين ظهراني المسلمين -مع الأسف الشديد- من يخفى عليه معنى لا إله إلا الله, وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, يشهد بأن محمداً رسول الله, وأنه خاتم الأنبياء, ويعتقد أنه هو القدوة والأسوة, وأنه لا يقتدى بأحد سواه, فأركان أو شروط القبول بالنسبة للعبادات كلها؛ الإخلاص لله - جل وعلا-, والاقتداء, والمتابعة للنبي - عليه الصلاة والسلام-، ((وأن محمداً رسول الله))، لو قال: لا إله إلا الله، ولا قال: محمداً رسول الله، لا إله إلا الله لا يدخل في الإسلام حتى يأتي بمحمد رسول الله, أشهد أن محمداً رسول الله عند قوله -جل وعلا-: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [سورة الشرح: 4] قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015