نعم، قتال طلب, بلا شك وما الذي أخرج الصحابة من المدينة إلى الآفاق إلا قتال الطلب, وهل قتال الطلب للتشفي والانتقام من الأعداء أو رحمة للعالمين، من أجل جرهم إلى الجنة بالسلاسل وإبعادهم عن النار، وزحزحتهم عن النار, ليفوزوا في الدنيا والآخرة، يعني: فرق بين قتال المسلمين لغيرهم لإدخالهم في الإسلام، وبين قتال غيرهم من الكفار للتغلب عليهم, والتسلط عليهم، والتحكم في أموالهم, ودمائهم, وأعراضهم، فرق بين هذا وهذا، فحينما تُشن الحرب على الجهاد, لا سيما جهاد الطلب لأنه إرهاب مثلاً, هل هذا الكلام صحيح؟ هل القتل والتسلط على الآخرين هل هو هدف من أهداف الجهاد؟ أبداً كلا والله، وإنما الهدف منه رحمة العالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107] كيف يرحم من يُقاتل ويُقتل؟ يرحم، نعم حتى يشهد إن لا إله إلا الله، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله))، هناك خيارات إما لعموم الناس على قول، أو لفئام أو فئات من الناس، إما لأهل الكتاب, ومن يلحق بهم كالمجوس، فيكون البدل على المقاتلة الجزية: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [سورة التوبة: 29] هذا مثل إما لليهود والنصارى والمجوس على قول، أو للعموم لعموم الكفار تأخذ منهم الجزية, على خلاف بين أهل العلم. على كل حال هناك بدل للقتال، بدل للغاية التي هي الشهادة والدخول في الإسلام. ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)) ((يشهدوا)) , هل نقول إن الشهادة لا بد من مطابقتها للواقع؟ أو نقول: تُفسر الشهادة بالرواية الأخرى: ((حتى يقولوا لا إله إلا الله)) فإذا نطقوا بها كفى؟ حتى ينقطوا بالشهادتين، وأما ما في القلوب فلا يمكن الإطلاع عليه إلا من قبل علام الغيوب، ولذلك قال في آخر الحديث: ((وحسابهم على الله))، ((وحسابهم على الله تعالى))، نحن نقبل الظاهر إذا قالوا، إذا قال الواحد منهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة, وآتى الزكاة يجب الكف عنه، مهما كان الدافع له، وحديث أسامة لما قتل الذي قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال أسامة: إنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015