فهذا يدلنا على أن ما لم يسأل عنه الصحابة لا سيما بعد جمع الطرق للخبر، الذين لم يسألوا عنه نجزم بأننا لسنا بحاجة إلى معرفته، ولو كنا بحاجة إلى معرفته لقيض الله من يسأل عنه كما هنا.
((قلنا: لمن يا رسول الله))؟ النبي - عليه الصلاة والسلام - أخر البيان إلى وقت الحاجة، وأهل العلم يقولون: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، لكنه يجوز تأخيره إلى وقت الحاجة، ((قال: لله، ولكتابه، ولرسوله))، النصيحة لله تكون باعتقاد وحدانيته, وألوهيته، والإيمان بجميع ما جاء في كتابه، وعلى لسان رسوله - عليه الصلاة والسلام - مما يتعلق بالذات الإلهية من أسماء وصفات وأفعال مما صحت به الأخبار، ولا بد من تحقيق ذلك، ولا بد من تخليصه وتنقيته، من شوائب الشرك والبدع، والمعاصي، وهذا تمام النصيحة لله، اعتقاد ربوبيته, وأنه هو الخالق, الرازق, المدبر, المحي, المميت, إلى غير ذلك من أسمائه الحسنى، وكذلك الصفات العلى التي ثبتت لله - جل وعلا - في كتابه وعلى لسان نبيه، وكذلك ما يتعلق به من أفعال العباد من إفراده بالألوهية فلا يدعى إلا الله ولا يصلى إلا لله، ولا يصرف أي نوع من أنواع العبادة إلا لله - جل وعلا-، فلا يشرك به معه غيره كائناً من كان، لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ومع الأسف أننا نجد في أوساط المسلمين من يصرف بعض حقوق الرب لبعض المخلوقين، لبعض المخلوقين, من الأولياء, والصالحين، والأنبياء وغيرهم, ولا شك أن هذا تشريك بل شرك إذا صرف لمخلوق ما لا يجوز أن يصرف إلا لله - جل وعلا- من حقوقه هذا هو الشرك وهذا غش، وليس بنصح، والنصيحة على خلاف هذا، بل لا بد من الإقرار بالربوبية, والألوهية، وما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله - عليه الصلاة والسلام - من أسماء وصفات واعتقاد أنه هو المدبر، وأنه هو الخالق، لا خالق سواه، ولا رب إلا إياه.