فيقول النووي - رحمه الله تعالى- في الحديث السابع من الأربعين: وعن أبي رقية تميم بن أوس الداري، الكنية بالبنت سبق الحديث عنها في الدرس الماضي, تميم بن أوس الداري كان نصرانياً فأسلم, وله منقبة لا يشاركه فيها أحد، له منقبة لا يشاركه فيها أحد، وهي أن النبي - عليه الصلاة والسلام - روى عنه، روى عنه حديث الجساسة في صحيح مسلم وهذه منقبة - رضي الله عنه - " أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ((الدين النصيحة))، الدين أشمل وأعم من الإسلام والإيمان والإحسان، بل هو مجموع ما ذكر، الدين هو الإيمان والإسلام والإحسان مجتمعة، بجميع أبوابه وتفاصليه وتفاريعه؛ لأن جبريل لما سأل النبي - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الذي تقدم عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، قال النبي - عليه الصلاة والسلام - في آخر الحديث: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)) فدل على أن الألفاظ الثلاثة داخلة في الدين، والأمر كذلك في حديث: ((من يرد الله به خير يفقه في الدين))، من يرد الله خير يفقه في الدين، فالدين أشمل من الفقه, والدين أشمل من باب أو أبواب من أبواب العلم، فلا يُستدل على من يُعنى بالتفسير وما يتعلق بالقرآن ما يستدل عليه بأن الفقه أفضل؛ لأن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) , فهو يتفقه في الدين وإن كان يعاني التفسير، ولا يستدل بحديث: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) , على من يتخصص في العقيدة مثلاً؛ لأنه يتفقه في الدين؛ لأن الدين أعم، ولا يورد هذا الاستدلال على من يتخصص بالسنة والحديث؛ لأنه يتفقه في الدين، فالدين أعم من أن يكون المراد به الاصطلاح العرفي المقصور على الأحكام العملية، المراد بالدين بجميع أبوابه الشامل للفقه العملي, والفقه العقدي, الذي يسميه أهل العلم الفقه الأكبر، وما يؤخذ منه من أصول من الكتاب والسنة, وما يعينه على فهم الكتاب والسنة كل هذا تفقه في الدين، كل هذا تفقه في الدين، الدين بما يشمله مما ذكر النصيحة، ((الدين النصيحة))، الدين مبتدأ, والنصيحة خبر، الدين مبتدأ والنصيحة خبر، والجزءان للجملة من المبتدأ والخبر معرفتان، وإذا كان الأسلوب بتعريف جزأي