اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} [سورة آل عمران: 18] يعني: مقامات رفيعة جداً, إذا عرف الطالب للعلم هذه الوعود ممن لا يخلف الميعاد هانت في سبيل تحصيله الصعاب، ووجد هذا المتشابهة كالعوائق في طرق التحصيل لمن لا يصبر ولا يصابر، أما من صبر وصابر وثابر, ولديه الأهلية للتحصيل, فإن هذا لا شك أنه يدرك لأنه لا يوجد متشابهة يستغلق على جميع أهل العلم حتى الراسخين, إلا الشيء اليسير عند من يقول به والتشابه نسبي قد يكون متشابهة بالنسبة لفلان، ومحكم, وواضح عند آخرين والعكس.

على كل حال مسألة ذوات الأسباب وأوقات النهي, يعني: بدلاً من أن نطيل في المرجحات الخارجية نأتي بالخلاصة, وهو أن الوقتين الموسعين الأمر فيهما سهل، لأن المنع من الصلاة فيهما إنما هو من باب الوسيلة, للمنع من الصلاة في الأوقات المضيقة، فالأصل أن النهي من أجل مخالفة المشركين، والمشركون إنما يسجدون للشمس عند طلوعها, وعند غروبها، فلئلا يسترسل الإنسان في الصلاة حتى يصل إلى الوقت المضيق منع من الصلاة من بعد طلوع الصبح إلى طلوع الشمس وارتفاعها, ومنع أيضاً من صلاة العصر إلى أن تتضيق للغروب فيأتي الوقت المضيق، فالصلاة في هذين الوقتين الموسعين أمرها سهل وأما بالنسبة للصلاة في الأوقات المضيقة, وهي قصيرة فالأمر فيها أشد، والذي يترجح عندي أن الإنسان لو صلى تحية المسجد في الوقتين الموسعين ألا حرج عليه، لكن إذا دخل المسجد في الأوقات المضيقة الثلاثة عليه أن ينتظر، عليه أن ينتظر.

هل يجوز الاقتداء بالمسبوق؟

إذا دخلت مع شخص وقد فاتكما شيء من الصلاة فلما سلم الإمام من صلاته قمتما لقضاء ما فاتكما، نعم يجوز أن يقتدي أحد المسبوقين بالآخر إذا كان يصلح أن يكون إماماً له؛ لأنهما في حكم المنفردَين بعد سلام الإمام، الذي يقضي الصلاة في حكم المنفرد ويجوز له أن يقتدي بمن بجواره، لكن النبي - عليه الصلاة والسلام - في غزوة تبوك فاته بعض الصلاة مع عبد الرحمن بن عوف ولم يقتدي بمن بجواره ولم ينقل ذلك لكن لو اقتدى، الأمر فيه سعة -إن شاء الله تعالى-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015