قول باللسان, واعتقاد بالجنان, الذي هو القلب, وعمل بالأركان، فالعمل بالأركان كالأدلة على ما في القلب، والقلب سمي قلب إنما هو لتقلبه ولذا كان كثير ما يدعوا النبي - عليه الصلاة والسلام- بقوله: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) القلب أيضاً يقال له: فؤاد.
بنقل عدلاٍ ضابط الفؤاد، وهو القلب.
منهم من يقول إن القلب سمي بذلك لأنه يوجد مقلوب في البدن، لكن هذا ليس بصحيح, لأنه ليس له أعلى وأسفل ليعرف أنه مقلوب, أو غير مقلوب.
قررنا أن ينتهي الدرس في تمام الساعة السادسة، فالبخاري - رحمه الله تعالى- أورد الحديث في باب الإيمان وأورده أيضاً في أوائل المعاملات، من أجل اتقاء الشبهات، من أجل اتقاء الشبهات، وأورد حديث أو خبر عن حسان بن أبي سنان حسان بن أبي سنان قال: " ما رأيت شيئاً أهون من الورع" ما رأيت شيئاً أهون من الورع، ((دع ما يريبك إلى مالا يريبك)) هذا يتكلم من مقامه هو لا من مقام عامة الناس أو جل الناس، يعني: إذا كان الورع يستصعبه سفيان وابن المبارك وغيرهما, فضلاً عما دونهما, فكيف يقول حسان بن أبي سنان: "ما رأيت شيئاً أهون من الورع", لأن هناك أمور صعبة وعسيرة لكنها بالمقابل يسيرة على من يسرها الله عليه، يسيرة على من حسان بن أبي سنان سهل عليه الورع يترك أي شيء يشك فيه, يتركه لكن هل هذا سهل على عموم الناس؟ هذا ليس بسهل, يعني: كم نجد في الناس من مرضى يمنعون من أشياء تؤثر على صحتهم ومع ذلك يرتكبونها, فيكف بما يؤثر في الدين، مع أن الدين رأس المال ينبغي أن يكون الاعتناء به والاهتمام به أكثر، لكن واقع الناس يدل على أن اهتمامه بصحتهم بأكثر من اهتمامه بسلامة دينهم، هذا واقع عموم الناس.