فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في الحديث الخامس: "عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة -رضي الله عنها-"، "أم المؤمنين" هذا لقب، أو كنية لأمهات المؤمنين زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- اللواتي دخل بهنّ، لا من عقد عليها ولم يدخل بها، ولا من خطبها ولم يعقد عليها، إنما أزواجه اللواتي دخل بهن وهن أمهات المؤمنين، وهل هن أمهات للمؤمنات؟ فيه خلاف، وقد جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "أنا أمهات للمؤمنين، ولسنا بأمهات للمؤمنات" لكنه ضعيف ضعيف، والصواب أنهن أمهات للمؤمنين والمؤمنات تبع يعني -النساء يدخلن في خطاب الرجل-، ومريم كانت من القانتين، كانت من القانتين، فهن داخلات في المؤمنين، وهل يقال للنبي -عليه الصلاة والسلام- أبو المؤمنين؟ أيضاً خلاف {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} [(40) سورة الأحزاب]، ولكن المقصود بذلك أبوة التبني بعد إلغائه، وأما في الاحترام والتعظيم والتقدير فهذا ثابت له، ((وأنا كالوالد لكم)) كما جاء في بعض الأحاديث، "أم عبد الله عائشة -رضي الله عنها-" "عائشة" لم يولد لها، وإن قال بعضهم: إنها أسقطت، لكن لم يثبت ذلك وليس لها ولد، وأولاده -عليه الصلاة والسلام- كلهم من خديجة، وإبراهيم من مارية القبطية، وكنية أم المؤمنين بأم عبد الله بولد أختها عبد الله بن الزبير كناها به النبي -عليه الصلاة والسلام-، عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، ((من أحدث)) يعني ابتدع، اخترع شيئاً لم يسبق له شرعية، ولا دليل عليه من كتاب ولا سنة فهذا محدث هذا مبتدع، فالإحداث والابتداع في الدين، يعني أبتداع واختراع ما لم يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة، ((في أمرنا هذا)) يعني في الدين لا في أمور الدنيا، فأمور الدنيا لا يدخلها الابتداع، إنما الابتداع خاص بأمور الدين التي يتعبد بها ((هذا ما ليس منه))، يعني ما ليس من ديننا الذي دل عليه الدليل من الكتاب، أو السنة، أو شملته القواعد العامة التي أخذت واستنبطت من النصوص، ((فهو رد)) رد مصدر يعني مردود، رد يعني مردود.