قال: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) , يعني: لو لم يحصل له من الشر غير أن يحقر أخاه المسلم لكان كافياً, والاحتقار نتيجة للاستكبار ونتيجة للترفع والتعالي، بل على الإنسان أن يوقر الكبير ويرحم الصغير ولا يحتقر أحداً من الناس؛ لأن الاحتقار فيه كفر النعمة التي أنعم الله بها على الإنسان، وقد يكون الاستكبار مع عدم النعمة, وهذا أسوأ كما جاء في الحديث: (ثلاثة لا يكلمهم الله وفيهم: عائل مستكبر)؛ لأن الغنى يكون مظنة الاستكبار, أما إذا كان يستكبر مع العيلة ومع الفقر, فإن ذلك يدل على خبث في النفس؛ لأن أسباب الاستكبار غير موجودة.