Q نرغب في إسداء كلمة توجيهية توضح أن من أسباب وقوع الشباب في بدعة التكفير والخروج على الحكام زهدهم في الأخذ عن العلماء، مع ربط ذلك بأسلافهم الذين خرجوا على عثمان وعلي رضي الله عنهما بسبب عدم التربية على علم الصحابة رضي الله عنهم؟
صلى الله عليه وسلم الواجب على الجميع شباباً وشيوخاً وصغاراً وكباراً أن يتفقهوا في دين الله عز وجل، وأن يعرفوا أحكام الإسلام، وأن يرجعوا إلى أهل العلم في معرفتها، وأن لا يركبوا رءوسهم ويشغلوا أنفسهم بأمور لا يعرفونها ولا يقدرون عليها، بل كل يرجع فيه إلى أهله، كما أنه في الطب يرجع إلى الأطباء، وفي الهندسة يرجع إلى المهندسين، فالرجوع فيما يتعلق بالدين إلى أهل العلم، والله عز وجل يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:43].
والتفقه في دين الله عز وجل ومعرفة الحق والهدى عن طريق أهله لا شك أنه هو المطلوب.
وأما كون الإنسان يركب رأسه، ويفهم الشرع فهماً خاطئاً كما فعل الخوارج الذين خرجوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا أمر غير صحيح، ولهذا لما ذهب إليهم ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما وناظرهم رجع كثير منهم بعد بيانه.
فالحاصل أن الإنسان الذي لا يكون عنده بصيرة ولا فقه يخطئ ويركب الشطط والخطأ، وإنما يحصل له التثبيت وتحصل له السلامة بالرجوع إلى أهل العلم، والتفقه في دين الله عز وجل.