قوله: (والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي: لست مطمئناً إليه وفي نفسك منه شيء، وهذا يكون في حق المؤمنين، وليس في حق كل أحد؛ لأن من الفساق من يأتي الإثم ولا يبالي باطلاع الناس عليه، كما في الحديث: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) فمن الناس من يفعل المعاصي ولا يبالي بها، بل ويجاهر بها ولا يستحي من الله ولا يستحي من الخلق، فمثل هذا ليس هو ممن يحيك في صدره الإثم، بل هذا متمكن من الإثم وواقع في الإثم، وليس مما يحصل منه الأمور المشتبهات، بل هو واقع في المحرمات الواضحات الجليات، وإنما يكون هذا في حق المؤمنين الذين يخافون الله والذين يتورعون ويحافظون على دينهم وعلى أعراضهم، كما في حديث النعمان بن بشير: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه).
قوله: (وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي: لأنه مما يستحيا منه، ولأن الناس إذا اطلعوا عليه ذموا الإنسان وعابوه وقدحوا فيه وتكلموا في عرضه، فهذا هو الإثم.