الجملة الرابعة: قوله: (يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم).
لما ذكر في الجملة الأولى ما يتعلق بالغذاء الذي يكون للجسم ويصل إلى باطن الجسم لينتفع منه الجسم أتى بعد ذلك بذكر الشيء الذي يواري الجسم ويستر الجسم وهو الكسوة، فقال: (يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم) أي: اطلبوا مني تحصيل هذا الشيء الذي به كُسْوَتكُم، وهذا الذي به ستر عوراتكم ومواراة أجسادكم، فكل ذلك داخل في ملك الله عز وجل، فاسألوا الله عز وجل من فضله واسألوه أن يكسوكم.
وهذا فيه أن الإنسان مفتقر إلى الله عز وجل في جميع شئونه من أمور دينه ودنياه، مفتقر إليه في أمور دينه في طلب الهداية، وحاجته إلى الهداية فوق كل حاجة، وهو في أمور دنياه في حاجة إلى الله عز وجل، ولا يستغني عنه في الرزق من المطعم والمشرب والكسوة التي يواري بها جسده، والتي يغطي بها جسده ويستر بها عورته.