حديث أبي ذر رضي الله عنه عظيم اشتمل على عشر جمل، كل جملة منها مبدوءة بـ (يا عبادي)، وهو من الأحاديث القدسية، والحديث القدسي هو الذي يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه، وهو مشتمل على ضمائر التكلم التي ترجع إلى الله عز وجل، كما في قوله: (يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي) فإنه لا يقول أحد: يا عبادي إلا الله سبحانه وتعالى.
وكذلك الحديث الذي فيه: (الصوم لي) فإن هذا فيه ضمير التكلم، وهو يرجع إلى الله عز وجل، وقال كذلك: (أنا عند حسن ظن عبدي بي) فكل ما كان من هذا القبيل فإنه يعتبر من الأحاديث القدسية؛ لأن المتكلم فيها هو الله، والضمائر ترجع إلى الله، ومثل هذا الكلام لا يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يقول: (يا عبادي) إلا الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم يضيف إلى ربه هذا الحديث القدسي، فيقول: قال الله عز وجل كذا وكذا.
أو يقال: قال الله عز وجل فيما يرويه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم.
فهذا هو الحديث القدسي.