راوي الحديث هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعن أبيه وأمه وعن الصحابة أجمعين، وهو أكبر أولاد علي رضي الله عنه، وبه يكنى، وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في حقه وحق أخيه الحسين أنهما: (سيدا شباب أهل الجنة) وقال عن الحسن: (إن ابني هذا سيد) وأخبر أن الله تعالى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وقال ذلك وهو يخطب الناس على المنبر ومعه الحسن، وكان ينظر إليه وينظر إلى الناس، ويقول: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وقد تحقق ذلك في سنة إحدى وأربعين، حيث تنازل عن الخلافة لـ معاوية رضي الله عنهما، واجتمعت كلمة المسلمين، وصار لهم إمام واحد، وقد تحقق بهذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من هذا الإصلاح الذي اتحدت فيه الكلمة، فسمي ذلك العام: عام الجماعة؛ لاجتماع كلمة المسلمين.
وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: ابن بنته؛ فإن الأسباط هم أبناء البنات، والأحفاد أبناء البنين، وذرية الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي من البنات؛ بل من أولاد فاطمة رضي الله تعالى عنها، وهم الذين بقي النسل فيهم من ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وله من غير فاطمة مثل أمامة بنت زينب، التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحملها في الصلاة، فإنها عاشت بعده، ولكن النسل إنما حصل من هذين السبطين الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنهما ريحانتاي من الدنيا) يعني الحسن والحسين، والريحان: هو النبت الذي رائحته طيبة، فهما شبيهان بالريحان لحسنهما ولقربهما منه، ولطيبهما وطيب رائحتهما عنده صلى الله عليه وسلم، فكانا بمثابة ذلك الريحان الذي ترتاح وتطمئن إليه النفوس.