قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)، يدل على أن الطيب من أسماء الله، ومعناه مثل القدوس، أي: المنزه عن كل نقص وعيب، فهو في غاية الكمال سبحانه وتعالى، ومن المعلوم أن أسماء الله عز وجل كلها مشتقة وليس فيها اسم جامد، وهي تدل على معاني هي الصفات، فالطيب يدل على الطيب، والجميل يدل على الجمال، والحكيم يدل على الحكمة، واللطيف يدل على اللطف، والعزيز يدل على العزة، والقوي على القوة، والحكيم على الحكمة، والسميع على السمع، والبصير على البصر وهكذا، فكل اسم تشتق منه صفة، ولا يشتق من كل صفة اسم، وهناك صفات ذاتية مثل اليد والوجه لا يؤخذ منها أسماء، وصفات فعلية مثل الكيد والمكر ولا يؤخذ منها أسماء، ولكن كل اسم يؤخذ منه صفة؛ لأن أسماء الله عز وجل كلها مشتقة، ولهذا فإن الدهر ليس من أسماء الله، وقد نقل عن ابن حزم أنه قال: إنه من أسماء الله، وهذا غير صحيح؛ لأن الدهر اسم جامد وليس مشتقاً، والحديث الذي جاء فيه: (يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار)، وهو لا يدل على أن الدهر من أسماء الله، والدهر هو الزمان، وهو مقلّب، والله تعالى هو الذي يقلبه، فليس من أسماء الله؛ لأنه اسم جامد، وأسماء الله كلها مشتقة تدل على معاني هي الصفات.