كيفية الجمع بين قوله: (لا إكراه في الدين) وحديث: (أمرت أن أقاتل الناس)

Q كيف يجمع بين حديث (أمرت أن أقاتل الناس)، وقوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256]؟

صلى الله عليه وسلم معلوم أن قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256]، ليس المقصود به أنه لا يوجد جهاد، وإنما الآية لها سبب مر بنا في سنن أبي داود عن ابن عباس قال: كانت المرأة يكون لها ولد فتنظر، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله عز وجل: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} [البقرة:256] وبهذا يتضح المعنى وأن ذلك لا يتنافى مع الأمر بالجهاد.

ثم أيضاً: يمكن أن يكون من معانيها أن الإنسان الكافر إذا قدر عليه لا يقال له: إما أن تسلم وإما أن أقتلك، لكن إذا دخلوا تحت الدين وأعطوا الجزية فإنهم يتركون؛ وذلك لأنهم إذا كانوا تحت حكم الإسلام كانت هناك وسيلة إلى قبولهم في الإسلام ودخولهم فيه.

فالكافر إذا كان مقدوراً عليه وكان بين يدي المسلم، لا يقال له: إما أن تسلم وإما أن أقتلك، وإنما يبقى تحت حكم الإسلام ويكون له عهد.

لكن الممتنعين الذين يريدون أن يقاتلوا المسلمين يقاتلون، وليس معنى قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256] أنه لا يقاتل الكفار، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم غزا الكفار في ديارهم، وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم غزوا الكفار في ديارهم، وذهبوا إلى بلاد الفرس والروم، وذهبوا إلى جهات مختلفة ليقاتلوا في سبيل الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015