ما يحمل عليه حديث ابن مسعود في سوء الخاتمة أو حسنها

Q هل يمكن أن نحمل هذا الحديث في آخره بالنسبة للخاتمة على ما جاء في الصحيح من ذلك الرجل الذي قد أبلى بلاءً حسناً، ثم لما جرح جزع فقتل نفسه، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من أهل النار) ثم قال في آخر القصة: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس)؟

صلى الله عليه وسلم نعم، هذا مثاله، هذا من جملة الحالات التي يكون فيها الإنسان عمل أعمالاً طيبة فيما يظهر للناس، ولكن الشروط عنده ما توافرت، فلا تقبل لوجود خلل فيها، وإن كان ليس بهذا الوصف الذي جاء في الحديث أنه راءى.

وابن رجب أو غيره ذكر هذين المعنيين في قوله عز وجل: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف:30] قال: التوفيق بين ما جاء في الآية وما جاء في الحديث بجوابين: أحدهما: أن يكون هذا الذي عمله فيما يظهر للناس، ويكون عنده مراءاة تمنع من قبول عمله، وأنه في ظاهر أمره من عمل أهل الجنة، ولكن الواقع أنه من عمل أهل النار؛ لأن الظاهر خلاف الباطن، ويكون هذا من جنس النفاق، الذي يظهر صاحبه للناس شيئاً والواقع بخلافه، أو أنه لم تحصل له اكتمال الشروط في قبول العمل الذي لا يضيعه الله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015