إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد: من العلامات الفرعية التي تنوب عن الفتحة في النصب الألف.
من علامات النصب التي تنوب عن الفتحة الألف، ولا تكون كذلك إلا في موضع واحد وهو الأسماء الخمسة.
والأسماء الخمسة هي: أخوك، أبوك، حموك، فوك، وذو مال، وهناك خلاف بين المصريين والكوفيين هل هي ستة أم خمسة؟! ومن شروط إعراب الأسماء الخمسة بالألف نصباً: 1 - أن تكون مفردة.
2 - أن تكون مكبرة.
3 - أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم.
4 - ألا تكون فوك مضافة إلى الميم.
5 - أن تكون ذو بمعنى صاحب، ولا تكون بمعنى الذي أو التي، كقول الشاعر: فإن الماء ماء أبي وجدي وبئري ذو حفرت وذو طويت فذو هنا أتت بمعنى الذي.
أي: بئري الذي حفرته والذي طويته، فإذا أتت ذو بمعنى صاحب، فإنها تنصب بالألف نيابة عن الفتحة.
قال تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف:11]: أبانا منصوبة بالألف؛ لأنها منادى مضاف، فهي منصوبة بالألف نيابة عن الفتحة.
وقال الله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} [الأحقاف:21]: أخا: منصوبة بالألف نيابة عن الفتحة لأنها من الأسماء الخمسة.
وقال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء:87]: ذا: منصوبة بالألف أيضاً؛ لأنها من الأسماء الخمسة وهي معطوفة على ما قبلها {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} [الأنبياء:83] تقول: إن أبا هريرة أكثر الناس رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم حماك ونظف فاك.
فهذه كلها منصوبة وعلامة النصب نصبها بالألف نيابة عن الفتحة.