أمثلة على الإعراب التقديري

ومن الأمثلة أيضاً قول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2].

وقول الله تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور:3].

وقول الله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البقرة:60].

وقول القائل: أرضعت الصغرى الكبرى.

وقول الآخر: ضرب موسى عيسى.

وأيضًا يقال: أما عقوبات المعاصي فتعرف للقاصي والداني، وأبو جهل لما خرج بحديده وسيوفه وأهل مكة جاءه الخبر أن العير قد نجت، فقال لهم عتبة: اعصبوها برأسي وقولوا: جبن عتبة، فقال أبو جهل: لا والله! لا بد من دق الطبول ولا بد من إدارة الكئوس على الرءوس -يعني: شرب الخمر- وقال: ليسمع بنا القاصي والداني، فلما سمعنا كلامه قلنا: عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

ونستفيد من الكلام التطبيق العملي في الإعراب تقديراً ولفظاً: الآية الأولى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النور:3]: الزاني: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.

الآية الثانية: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة:60]: موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره.

أرضعت الصغرى الكبرى: الصغرى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.

والكبرى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.

وهذا المثل ليس كقولك: ضرب موسى عيسى، والقاعدة عند أهل اللغة: أن السياق والسباق من المفسرات ومن المقيدات، فعندنا السياق أن البنت الصغرى يكون عمرها خمس سنوات والكبرى تكون قد بلغت أربعين، فالكبرى هي التي ترضع الصغرى؛ لأن السياق مفسر، وتقديم المفعول على الفاعل يفيد الحصر والقصر، يعني: أن هذه البنت الصغيرة ما أرضعتها إلا هذه الكبيرة، ومن فوائده الاختصاص، لكن نحن الآن بصدد الحصر والقصر.

ضرب موسى عيسى، ضرب: فعل ماضٍ.

موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.

عيسى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.

وجعلنا موسى هو الفاعل لأن الأصل تقديم الفاعل على المفعول، وطالما لم تأت قرينة في السياق تبين لنا تقديم المفعول على الفاعل فنحن على الأصل.

قال أبو جهل: لا نرجع حتى تدور الكئوس على الرءوس، وتدق الطبول، ويسمع بنا القاصي والداني: القاصي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.

والداني: معطوف على القاصي، والمعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه وهو الرفع، فيكون مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015