قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1 - 5].
قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ)) وقوله: ((أَلَمْ يَجْعَلْ))، الفعل المضارع له علامات كما ذكرنا، ونعرفه بالقاعدة الأولى وهي: أنه يبتدئ بحروف المضارعة (أنيت) أو (نأيت)، فقوله: ((تر)) فعل مضارع مجزوم، وبدأ بحرف من حروف (أنيت) وهو التاء، وسبقه جازم.
وقوله أيضاً: ((يجعل)) هذا فعل مضارع بدأ بالياء من حروف (نأيت) أو (أنيت) وسبقه جازم.
وكذلك الفعل ((ترميهم)) بدأ بحرف التاء فهو مضارع وإن كان غير مجزوم.
قال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ} [الفجر:1 - 10].
(الفجر) هنا اسم وليس بفعل؛ لأنه دخل عليه الألف واللام.
وهنا نريد الأفعال، وذلك في قوله: ((لم يخلق)) فنطبق القاعدة فالفعل (يخلق) بدأ بحرف الياء وسبقه حرف الجزم.
فإذاً: هو فعل مضارع.
إذاً: الفعل المضارع بينا بأن له قواعد يعرف بها وهي أنه يبدأ بحرف من حروف المضارعة (نأيت) أو (أنيت) والأمر الثاني أنه يقبل علامات النصب والجزم.