إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله, وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, ثم أما بعد: الأصل في الفعل المضارع أنه مرفوع إن لم يسبقه ناصب ولا جازم.
ونواصب الفعل المضارع هي: أن, ولن, وإذاً, وكي, ولام التعليل, ولام الجحود, وحتى, والجواب بالواو والفاء وأو.
وكي أداة نصب للتعليل, وهي: حرف مصدري ووصل واستقبال, فهي تصل الفعل المضارع, تقول: جئت كي أتعلمَ فـ كي أداة ناصبة؛ والفعل المضارع بعدها منصوب بالفتحة.
وأتعلم: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والغالب في (كي) أنها تتصل بلام التعليل.
والأمثلة على ذلك ما يلي: استقمْ كي تفلحَ, خرجتُ كي أتنزهَ, أتعلمُ كي أخدمَ الوطن.
فإعراب أخدمَ: فعل مضارع منصوب بكي, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وفتحت نوافذ الغرفة كي يتجددَ هوائها: فإعراب يتجددَ: فعل مضارع منصوب بكي, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وهززت الشجرة كي يسقطَ ثمرها: فإعراب يسقط: فعل مضارع منصوب, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجلس الولد كي يستريح.
وقال تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد:23]: فتأسوا: فعل مضارع منصوب, وعلامة نصبه حذف النون.
وقال تعالى: {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} [الأحزاب:37]: فإعراب يكونَ: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص:17]: فإعراب أكون: فعل مضارع منصوب بلن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء:28]: فإعراب (يخفف): فعل مضارع منصوب بأن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وقال تعالى: ((لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ)) [طه:91]: فإعراب نبرح: فعل مضارع منصوب بلن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.