قوله: (نحو قولك: ضربت زيداً، وركبت الفرس)
فيه تمثيل بمثلين على المفعول به:
أولهما:
كلمة (زيداً) في جملة (ضربت زيداً) .
إذ إعرابها:
ضربت: فعل وفاعل.
زيداً: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
وثانيهما:
كلمة (الفرس) في جملة (ركبت الفرس) .
إذ إعرابها:
ركبت: فعل وفاعل.
الفرس: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
وفي كلا المثالين تتضح القيود الثلاثة في التعريف، حَيْثُ إِن كلمة (زيداً) و (الفرس) اسمٌ منصوبٌ قد وقع على (زَيْدٍ) فعل الضرب، ووقع على (الفرس) فعل الركوب.
قوله: (وهو قسمان: ظاهر ومضمر)
يتعلق به شيئان:
أولهما:
دليل تقسيم المفعول إلى ظاهر ومضمر هو: الاستقراء التام قاله السيوطي في [الهمع] ، وذكر الأزهري في [التصريح] اتفاق النحاة على ذلك.
والثاني:
يتعلق بمعنى كلمة (ظاهر) ، وكلمة (مضمر) وسبق.
قوله: (فالظاهر ما تقدم ذكره)
يعني: من المثلين السابقين (ضربت زيداً، وركبت الفرس) إذ كلمة (زيداً والفرس) دَلَّتا على مُسَمَّاهما دون قَيْد (تكَلُّم) أو (خطاب) أو (غيبة) - وهذا وهو الاسم الظاهر كما سبق -.
قوله: (والمضمر قسمان: متصل ومنفصل)
سبق التفريق بين الضمائر المتصلة كالياء في (ضربني) ونا في (ضربنا) ونحوهما، حَيْثُ إِنَّ الضمير المتصل هو: ما لا يصح البدء به، ولا يأتي بعد (إلاّ) خلافاً للمنفصل فيصح البدء به ومجيئه بعد (إلاّ) .
قوله: (فالمتصل اثنا عشر وهي: ضربني، وضربن ……الخ)
عَدّها الْمُصَنِّفُ اثنا عشر، وسبق التدليل على صحة هذا العَدّ.
وأولها: ياء الْمُتَكَلِّم. ومثالها: (ضربني) والنون السابقة لها هنا تُسَمَّى بـ (نون الوقاية) لأنها تصل بين الفعل وبين ضمير الْمُتَكَلِّم، وتقي الفعل أن ينكسر، وتجعله متصلاً بالضمير فسُمِّيَت (نون الوقاية) .
وثانيها: ضمير (نا) للْمُتَكَلِّمين أو الْمُتَكَلِّم الْمُعَظِّم نفسه.