قولك: (أكلت السمكة حتى رأسها) أي تدرّجت في أكل السمكة حتى كانت الغاية رأس السمكة وأكلت الرأس.

ولعملها في باب العطف شروط، ولذلك قال الْمُصَنِّف (في بعض المواضع) ومن الشروط: كون ما بعدها جزءاً مما قبلها، فرأس السمكة في المثال السابق جزءٌ من السمكة.

قوله: (فإن عطفت بها على …… الخ)

يتعلق به شيئان:

أولهما:

ذكر حكم ما بعد حروف العطف وهو المعطوف، وهو أنه تابعٌ للمعطوف عليه رَفْعاً ونصْباً وخفضاً وجزماً.

وقد مَثَّلَ الْمُصَنِّف - يرحمه الله - على ذلك بأمثلة تأتي، وسبق التفصيل بأن من حروف العطف ما يقتضي التشريك في الإعراب والمعنى، ومنها ما يقتضي التشريك في الإعراب فقط.

وأما الثاني:

فذكر الْمُصَنِّف - يرحمه الله - أمثلة:

أولها:

قوله: (قام زَيْدٌ وعَمْرٌو) .

إعرابه:

قام زَيْدٌ: فعل وفاعل.

وعَمْرٌو: (الواو) حرف عطف مبني على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.

عَمْرٌو: تابع لـ (زيد) في إعرابه لأنه عطف نَسَق.

وثانيها:

قوله: (رأيتُ زيداً وعَمْراً) .

إعرابه:

رأيتُ: فعل وفاعل.

زيداً: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.

وعَمْراً: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.

و (عَمْراً) : تابع ل (زَيْدٍ) في خفضه لأنه عطف نَسَق.

وثالثها:

قوله: (مررت بزَيْدٍ وعَمْرٍو) .

إعرابه:

مررت: فعل وفاعل.

(بزَيْدٍ) : جار ومجرور.

(وعَمْرٍو) : (الواو) حرف عطف مبني على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.

و (عَمْرٍو) : تابع لـ (زَيْدٍ) في خفضه لأنه عطف نَسَق.

ورابعها:

قوله: (لم يقم ولم يقعد) :

إعرابه:

لم يقم: حرف جزم مع فعل مضارع مجزوم.

(ولم يقعد) : (الواو) حرف عطف مبنيٌ على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.

(لم يقعد) : فيها فعلٌ مجزومٌ لأنه معطوف على (لم يقم) فدخل عليه حرف جازم.

واكتفى الْمُصَنِّف - يرحمه الله - بالتمثيل بـ (الواو) وينقاس عليها غيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015