في أن النحويين جمعوا الأحرف الأربعة الزائدة في المضارع في أكثر من كلمة (أنيت، نأتي، يأتن، نأيت: أي ابتعدت) . غير أن الْمُصَنِّف - يرحمه الله - اقتصر على (أنيت) تفاؤلاً بإدراك الطالب بغيته من هذا المتن المبارك. قاله بعض الشراح.

ثالثها: في قوله (وهو مرفوع أبداً)

حَيْثُ يتعلق به أشياء:

الأول:

أن الأصل في المضارع أنه مرفوعٌ أبداً سواءٌ أكان رَفْعه بالضمة الظاهرة أو الْمُقَدَّرَة أو بثبوت النون كما في الأمثلة السِّتة وغير ذلك.

الثاني:

أن عِلَّة رَفْع المضارع هو تجرده عن الناصب والجازم.

وبيانه: أن علل الإعراب نوعان:

الأول:

عللٌ لفظية كحرف الجر مع الاسم المجرور وهي الأكثر.

والثاني:

عللٌ معنوية وهي شيئان:

الأولى: الابتداء حَيْثُ إِن الاسم المبدوء به يُسَمَّى مبتدأً، وعِلَّة رَفْعه معنوية تُسَمَّى الابتداء.

الثانية: فهي التجرد عن الناصب والجازم في الفعل المضارع.

قوله: (فالنواصب عشرة)

النواصب واحدها ناصب، وسبق الكلام عنه.

قوله: (عشرة)

لها توجيهان:

التوجيه الأول: أنها عشرة عند الكوفيين.

التوجيه الثاني: أنها عشرة، فمنها ما ينصب بنفسه، ومنها ما ينصب بإضمار (إن) قبله.

والنواصب التي ذكرها الْمُصَنِّف نوعان:

أما النوع الأول: فما ينصب بنفسه.

وأما النوع الثاني: فما ينصب بإضمار (إن) قبله.

أما ما ينصب بنفسه فأربعة أشياء:

الأول: (أن) ، ولها شرطان:

أما الشرط الأول:

فهو أن تكون مصدرية لا موصولية ونحو ذلك. ومعنى كونها مصدرية أي أنها مع الفعل التي تدخل عليه بمصدر. كقولك: (أن تقول) أي: (قولك) لأنَّ (تقول) : فعل مضارع من: قال يقول قولاً - التصريف الثالث للفعل الذي يُسَمَّى مصدراً -؛ ولذلك قيل (قولك) .

وأما الشرط الثاني:

ألا تكون مسبوقة بعلم يقيني بل يكون ما قبلها أحد شيئين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015