وذهب الخليل وسيبويه إلى أن الْمُعَرِّف الهمزة واللام، غير أن الأول جعل الهمزة همزة قطع خُفِّفَتْ. والثاني جعلها همزة وصل؛ ومِنْ ثَمَّ تحاشى الْمُصَنِّف - رحمه الله - أن يقول (ال) للخلاف المذكور.

واستحسن بعض اللُّغَويين أن يُعبِّر عن ذلك بـ (أداة التعريف) ليشمل الخلاف، وبعض اللهجات العربية كلهجة حمير؛ إِذْ إِنَّ أداة التعريف عندهم (أم) حَيْثُ يجعلون الميم عندهم مَحَلّ اللام.

تنبيه

ما كل (ال) مُعَرِّفة؛ إِذْ إِنَّ (ال) الموصولية التي بمعنى (الذي) لَيْسَتْ علامة على الاسم، كنحو قول الفرزدق: (ما أنتَ بالْحَكَمِ التُرضَى حُكُومَتُهُ)

أي: التي ترضى، وتُرضى فعل.

ومن العلامات التي أغفلها الْمُصَنِّف وهي أهمها (الإسناد إليه)

أي تُسند للاسم فعلاً أو اسماً، كقولك: (جاء مُحَمَّدٌ، مُحَمَّدٌ قائمٌ) . ففي المثال الأول: أسند المجيء إلى مُحَمَّدٍ، وفي المثال الثاني: أسند القيام إلى مُحَمَّدٍ. فدل على اسميته (محمد) ؛ ولذلك قطع اللُّغَويون باسمية تاء الفاعل، في نحو قولك (قلت) لأنه أُسند إليها معنى وهو القول هنا.

قال الْمُصَنِّف - رحمه الله -: (والفعل يُعرف …… الخ)

ذكر - رحمه الله - علاماتٍ للفعل يعرف بها:

أولها: قوله: (قد)

وهو يعني الحرفية، وهي تدخل على الفعل الماضي، وعلى الفعل المضارع.

فمع الماضي تفيد أحد معنيين:

الأول: التحقيق، كقوله تعالى {قد أفلح المؤمنون} أي تحقق فلاحهم.

والثاني: التقريب، كقول المؤذن: (قد قامت الصلاة) أي اقترب قيامها.

وإذا دخلت على المضارع تفيد أحد المعنيين:

الأول: التكثير، نحو قولك (قد ينجح المجتهد) أي يكثر نجاحه.

والثاني: التقليل: نحو قولك (قد ينجح الكسول) أي يقل نجاحه.

وقد انتُقد على الْمُصَنِّف - رحمه الله - جعله (قد) من علامات الفعل؛ لأن (قد) عند اللُّغَويين نوعان:

الأول: (قد) الحرفية وسبقت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015