‘‘ ونحنُ نستحِبُّ لمن قَبِلَ عنا، وائْتَمَّ بِكُتُبِنا: أنْ يُؤَدِّبَ نفْسَهُ قَبْلَ أنْ يؤَدِّبَ لسَانَه، ويُهذِّبَ أخْلاقَهُ قبْلَ أنْ يُهَذِّبَ ألْفاظَهُ، ويَصُون مروءته عن دَنَاءة الغيبة، وصناعته عن شَيْن الكذب، ويُجَانب - قبل مجانبته اللَّحْن، وخَطَل القول - شنيع الكلام، ورَفَثَ المزح ’’.

ففي هذه الْجُمَل أسماء وأفعال وحروف.

فمن الأسماء (نحن، كتب، نفس، لسان) .

………………………………… …………………………………

………………………………… …………………………………

……………………………………………………………………

……………………………………………………………………

يقول الْمُصَنِّف - رحمه الله -: (والاسم يُعرف …… الخ)

هذا شروع من الْمُصَنِّف - رحمه الله - في بيان علامات أقسام الكلام؛ للتمييز بين كل قسم وأخيه.

وقد ذهب بعض الشراح إلى أن الأَوْلى للمصنف - رحمه الله - أن يذكر حقيقة كل قسم وتعريفه قبل أن يذكر علاماته.

وأجيب: بأن ذكر العلامات أسهل على المبتدئ في التمييز بين أنواع الكلام وأقسامه، خلافاً لتعريف كل قسم وذكر حقيقته فقد ينبهم على المبتدئ.

وقد ابتدأ الْمُصَنِّف - رحمه الله - بذكر علامات الاسم لمعنى سبق - وهو تقدم الاسم على الفعل والحرف لكونه مسنداً ومسنداً إليه -.

قوله: (فالاسم)

يعني الذي هو أحد أقسام الكلام؛ إِذْ إِنَّ القاعدة اللُّغَوية البلاغية تقول: إن الكلمة إذا كانت معرفة أو نكرةً ثُمَّ أُعيدت معرفة فهي ذات الأولى.

يقول السيوطي في [عقود الْجُمَان] :

إِذَا أتَتْ نكرةٌ مُكرَّرةْ

توافَقا كذا الْمُعَرَّفانِ.

ثُمَّ مِنَ القواعد المشْتهرةْ

تَغايَرتْ وإنْ يُعَرَّف ثانِ.

وقد ذكر الْمُصَنِّف - رحمه الله - بعضاً من علامات الاسم.

أولها: (قوله بالخفض)

هو لغة:

السُّفْل، تقول: (نزلت في مكان منخفض) أي في سُفْل ونزول.

أما في الاصطلاح:

فهو تأثر الاسم بكونه مجروراً إما بحرف جر أو بالإضافة أو التبعية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015