من كان يسمع الجواب إذا كان يسمع النداء يلزمه الصلاة في المسجد حيث ينادى بها، ولا يجوز أن يصلي في مقر عمله والمسجد بجواره، وينادى للصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح ويترك إجابة النداء، ((أتسمع النداء؟ )) قال: قلت: ((نعم)) قال: ((ما أجد لك رخصة)) لكن إذا كان منوط به عمل، لا يقوم به غيره والأمة بحاجةٍ إلى هذا العمل، وتركه يضيع أو يترتب على بعده عن مقر العمل ضياع أموال أو تسيّب في العمل فلا مانع أن يجعل بعض الموظفين ممن تقوم به الكفاية ويصلي في مقر العمل، وهذا في المدارس بحيث الطلاب يصلون في مدارسهم؛ لأنهم إذا أخرجوا قبل الصلاة لا يضمن أن يصلوا، ومن المصلحة أن يصلوا في المدارس ويبقى معهم بعض المدرسين يتربونهم وينظمونهم، هذا لمصلحة الصلاة لا بأس، أما ما عدا ذلك فمن سمع النداء تلزمه الإجابة، ولو كانوا يؤذنون ما دام ما هو مسجد ما ينفع، إذا كان ما هو مسجد ما ينفع، مثلما قلنا في الطلاب وأنه يخشى عليهم من أن يضيعوا الصلاة ما في حكمهم من المتساهلين من الكبار إذا لم يجدوا من يعينهم فمثل هذا لعله عذر -إن شاء الله تعالى-.
يقول: ما حكم الترحم على رؤوس أهل الضلالة من المعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم كالزمخشري مثلاً؟
المبتدعة عموماً إذا لم تكن البدعة مكفرة فالمبتدع مسلم، له ما للمسلمين، وعليه ما على المسلمين؛ لكن يبقى النظر في الآثار المترتبة، فإذا ترحم على مثل هذا وخشي من اغترار صغار الطلاب به، فينبغي أن لا يترحم عليه، نعم إذا خشي انتشار شره وصار له أثر في انتشار هذه البدعة ينبغي أن يعاقب بعدم الترحّم عليه.
يقول: هل يسوغ لشخص أن يقول عند شربه لزمزم: (اللهم إني أسألك بشربي لزمزم أن تعلمني) ونحو هذا؟
زمزم لا شك أنه ماء مبارك، وهو أيضاً لما شرب له، فإن شربته لأي قصدٍ أو لأي هدفٍ يحصل بإذن الله، وقد فعله أهل العلم، منهم من شربه لتقوى حافظته، ومنهم من شربه ليقوى فهمه، ومنهم من شربه ليكون مثل فلان من أهل العلم، المقصود أن هذا قصد طيب، وزمزم لما شرب له.
طالب:. . . . . . . . .
نعم، دعاء مشوب بتبرك.
والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.