قد يقول قائل: الفصل كله تكرار، لا حاجة له، والإنسان بصدد أن يختصر ويعتصر، ليخف الحجم، وتقل الحروف، نقول: تقليب العلم على وجوه لا شك أنه يفيد الطالب، ولذا يضعون للمتعلمين يصنفون المتعلمين إلى طبقات، وكل طبقة لها كتب، وكتب الطبقة الثانية يتكرر فيها ما جاء في كتب الطبقة الأولى، ما يقولون: هذا تكرار، فمثلاً المبتدئين لهم كتب، مثل هذا الكتاب الذي معنا، الطبقة التي تليهم لهم كتب منها: القطر وفيها ما في هذا الكتاب، ما يقال: هذا تكرار لا نأخذ إلا الزوائد، لا، يعني تكرار العلم وتقليبه على أكثر من وجه مقصود لأهل العلم؛ لأنه يثبت بهذه الطريقة، أما ما يسلك الآن في بعض الجهات العلمية من حذف الأبواب التي مرت في العلوم الأخرى، فمثلاً يقتصرون في الفقه على أبواب، وفي الحديث على أبواب بحيث لا تتكرر، إيش المانع أن يتكرر كتاب الطهارة في الفقه والحديث ويتكامل العلمان؟ هذا الأصل، ولذا كل هذا الكلام الذي ذكره المؤلف تقدم؛ لكنه جاء به على وجهٍ آخر ليتم ضبطه بحيث لا يمل طالب العلم، لو جيء به على هيئة واحدة ملّ طالب العلم؛ لكن الإتيان به على أكثر من وجه بحيث يفهمه من غير ملل، هذه طريقة، هذا منهج، أسلوب لأهل العلم، وبعض الناس يطالب أنه إذا شرح كتاب في فن خلاص يكفي يا أخي، نقول: لا يكفي، إيش المانع أن يشرح أكثر من كتاب في فنٍ واحد؟ وفي كل كتاب ما يميزه عن الآخر، كتاب المختصر يكون اللبنة الأولى، والذي يليه يضيف لبنات إليه، ولذا لو تقرؤون في متممة هذا الكتاب، متممة الآجرومية، تجدون نص هذا الكتاب موجود هناك، مع أنه زيد فيه مباحث في كل باب، جرت عادتهم بأن تقرأ الآجرومية في أول الأمر، بعض الجهات المتممة بعدها، وبعضهم بدل المتممة القطر، فيه زيادات، وبعد القطر الألفية، وبعض الجهات الملحة، وبعضها ابن الحاجب، المقصود أنهم يكررون العلم الواحد مراراً؛ لكي يثبت، وهنا في الكتاب الصغير كرر المعلومات مراراً في موضعين متجاورين لتثبت هذه المعلومات.

"وأما جمع المذكر السالم فيرفع بالواو، وينصب ويخفض بالياء".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015