الأول من هذه المنصوبات: المفعول به، المفعول به لأنه أكثرها تداولاً، يعني فعل فاعل مفعول هذه جمل كثيرة جداً، الجمل كثيرة جداً لا سيما الأفعال المتعدية، الأفعال المتعدية فالمفعول به أكثرها تداولاً؛ لأن الفعل الذي هو أصل المادة المصدر الضرب مثلاً، المادة الضرب الذي هو المصدر يتفرع منها الفعل: ضرب، يتفرع منها الفاعل: الذي هو الضارب، يتفرع منها الثالث: المضروب، وكل هذه الثلاثة مأخوذة من الأصل، أصل الكلمة، أصل المادة الذي هو المصدر، قد يقول قائل: لماذا لا يقدم المصدر الذي هو أصل المادة؟ ليش ما قدمنا المصدر الذي هو المفعول المطلق؟ الأصل أن يتقدم هذا؛ لأنه مفعول على اسمه مطلق غير مقيد بحرف لا مفعول به ولا مفعول فيه، ولا مفعول معه؛ لكن ما هو بالأصل أن يكون الشيء المطلق من جميع المتعلقات، هو الأصل؟ فنقول: أصل المادة الضرب، هذا المفعول المطلق، هذا هو المصدر، لماذا لم يبدأ به؟ بالنسبة للمفعول به؛ لكن لنعلم أن الكوفيين عندهم أصل المادة إيش؟ الفعل، بينما البصريين عندهم أصل المادة: المصدر.

المؤلف ابن آجروم هذا جارٍ على طريقة الكوفيين، ولذلك يعبر بالخفض ما يعبر بالجر، الذي هي طريقة الكوفيين، فإذا لاحظنا هذه المقدمة وذكرنها في أول درس وثاني درس، نعم الأصل أن يبدأ بالمصدر؛ لأنه أصل المادة قبل المفعول به؛ لكن هو نظر إليها من ناحية أولاً: الكوفيين يجعلون الأصل الفعل، والفعل يتطلب فاعل، ويتطلب من وقع عليه هذا الفعل الذي هو المفعول، ظاهر وإلا مو بظاهر؟ فلذلك قدم المفعول به، وأيضاً يكثر وقوعه، فالفعل المتعدي له فاعل وله كل فعل متعدي له فاعل وله مفعول، الضرب له ضارب، وله أيضاً مضروب، لا بد أن يقع الضرب على شيء، تقول: (ضرب زيد) إيش من ضرب؟ ضرب زيد وش ضرب؟ مسألة علة الكسر مع الانكسار غير، كيف؟

طالب:. . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015