التعليم ما يمكن أن يستوي سوقه على هذه الطريقة الهشّة، ما يمكن، لا بد أن يؤسس ويؤصل التعليم بقوة وإلا ما أدركنا شيء، وكون الطالب الصغير لا يستوعب يستوعب، أقل الأحوال يخزن في هذه المرحلة يحفظ، وليفهم فيما بعد، والإشكال أننا لا نقدر الطالب قدره، نعم يوجد ضعاف، يوجد أناس لا اهتمام لهم ولا اكتراث لا هم ولا أولياء أمورهم؛ لكن كون التعليم يتاح للجميع كما هو الحاصل الآن هذه من ضرائبه، كان التعليم لا يتاح ولا للعشرة بالمائة من الناس، وهؤلاء العشرة بالمائة هم الذين يستطيعون المتابعة، تجدهم هم النابهون الذين عندهم من الحفظ والفهم ما يؤهلهم لمواصلة التعليم، الآن أنت ملزم عندك عشرين ثلاثين طالب بالفصل، منهم ثلاثة أو أربعة يستوعبون والباقي ما يستوعب، ويصير على حساب هالمساكين ذولا النابهين الذين بإمكانهم يتجاوزون هذه المراحل ببساطة، فهل الحل أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن ويتاح التعليم للجميع؟ أو يقال: لا يقبل في التعليم إلا من حصل درجة كذا من الفهم والإدراك والحفظ؟ لا هذا ولا هذا، وتصنيف الناس على مستويات بعد، فيه ما فيه، فيه مشقة، يعني لو هناك اختبارات لمن أراد أن يدخل هذه المرحلة، أو يكون هناك مراحل تجريبية لمستويات الطلاب، ولا مانع أن تختصر المدة لمن اتصف بالحفظ والفهم والحزم، يعني بدلا ًمن أن تكون المرحلة الابتدائية ست سنوات للجميع تصير أربع للمتميزين، المتوسط بدل ما هي بثلاث للجميع تصير ثنتين، والثانوي كذلك، وش المانع؟ فإذا جرب الطالب سنة ستنين في الابتدائي وعرف مستواه يمكن أن ينقل إلى المرحلة المناسبة له، ينحشر أغبى الناس مع أذكى الناس هذا ظلم، ظلم لأن المدرس يبي يلاحظ هالمسكين الغبي ويصير على حساب الذكي، ولا بد أن يمضي من المدة ستة عشر سنة، هذا الذكي الذي بإمكانه أن يتجاوز هذه المدة بست سنوات، هذه الكتب التي جعلت له، فلا بد من إعادة النظر في التعليم، ويوجد تعليم قوي متين، ولو لواحد في المائة من الناس، ما يلزم أن يكون عشرة بالمائة؛ لأن هؤلاء هم الذين سيحملون العلم في المستقبل، يعني يعوّل على هالغثاء، هذا كله، هذا الذي جعل التعليم يهبط إلى المستوى الذي نشاهده، تعليم هزيل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015