قال المصنف رحمه الله تعالى: [والإيمان بالحوض، وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة يرد عليه أمته، عرضه مثل طوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه].
وهذا من جملة الإيمان باليوم الآخر، وقد ردت في الحوض أحاديث كثيرة قد تبلغ الثلاثين أو الأربعين حديثاً أخبر فيها صلى الله عليه وسلم بأن له حوضاً يوم القيامة؛ ترد عليه أمته، وأن هناك من يُذاد عنه، لأنه لم يكن متمسكاً بالسنة عاملاً بها؛ مع كونهم من أمته، عليهم علامة الأمة في كونهم غراً محجلين.
وهذا الحوض ورد أن طوله مسيرة شهر وعرضه مسيرة شهر، وفي بعض الروايات أنه: ما بين عدن إلى أبين، عدن بأرض حضرموت وأبين بأرض الشام، يعني: طوله وعرضه سواء وآنيته عدد نجوم السماء، ويصب فيه ميزابان من الجنة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، يرده المؤمنون، ويذاد عنه المنافقون والكافرون، وورود تحديده بأنه ما بين عدن إلى أبين يدل على أنه شهر بالمسيرة المعتادة التي كانوا يعرفونها.