وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضل علي، حتى قال شيخ الإسلام وغيره: إن أكثر الصحابة جاءت الآثار في فضله هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ومن هذه الآثار: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فقال عمر الفاروق: ما تمنيت الإمارة إلا ذلك اليوم)؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحبه الله ورسوله.
وأيضاً جاء في فضله أن سعد بن أبي وقاص كما روى مسلم عنه أنه قال: (ثلاث قالهن رسول الله لـ علي لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: سمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)، والثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب في إحدى الغزوات -وهي غزوة تبوك- فاستخلف علي بن أبي طالب على المدينة، فقال علي: يا رسول الله! أتتركني مع النساء والذراري؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، وأما الثالثة: فلما أنزل الله قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران:61] أتى النبي صلى الله عليه وسلم بـ علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وقال: اللهم إن هؤلاء أهلي)، فتمنى سعد واحدة من هذه الثلاث.
وأيضاً في الصحيح عن علي بن أبي طالب قال: (والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لقد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي بأن علامة الإيمان حبي، وعلامة النفاق بغضي، أو قال: من أبغضني فهو منافق)، رضي الله عنه وأرضاه.
ووردت آثار كثيرة في فضل علي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، وربما كانت مكانته السامية عند النبي صلى الله عليه وسلم هي نفسها موجودة عند أبي بكر وعمر وعثمان، فرضي الله عنهم أجمعين.