علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الخليفة الراشد الرابع، وهو من أبوين هاشميين، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تربى في بيت النبوة، فلشدة الفاقة التي أحاطت بـ أبي طالب اقترح النبي صلى الله عليه وسلم على أعمامه أن يأخذ كل واحد منهم ولداً من أولاده؛ ليخففوا الحمل عنه، فقال أبو طالب: خذوا من شئتم واتركوا لي عقيلاً، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فتربى عنده في بيت النبوة، وأخذ حمزة جعفراً رضي الله عنهم.
وعلي بن أبي طالب كان يكنى بـ أبي الحسن، ويكنى بـ أبي تراب، فأما كنيته بـ أبي الحسن فلئن أكبر أولاده هو الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يكنى بـ أبي الحسن، وكناه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ أبي تراب، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة ذات يوم وكان بين علي وبين فاطمة ما يحصل بين الزوج وزوجه، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم عليها فقال: (أين ابن عمك؟) وكأنه قد شعر بأن هناك شيئاً بين علي وبين فاطمة فقالت: يا رسول الله! غاضبني ثم ذهب إلى المسجد، فذهب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد اجتمع التراب على بردة علي بن أبي طالب وهو نائم في المسجد، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما أزاح التراب عن جسده: (قم يا أبا تراب، قم يا أبا تراب)، فكناه بـ أبي تراب، فكانت أحب الكنى إليه أن يكنى بـ أبي تراب رضي الله عنه وأرضاه.
ولقب بالإمام، وهذا اللقب جاء عن طريق الشيعة، فالشيعة هم الذين رفعوا هذا الشعار، لكنه الخليفة الراشد الرابع.
وعلي بن أبي طالب كانت له الحبوة والمكانة السامية عند رسول الله صلى، فهو ابن عمه، وهو سليل بني هاشم، وهو الذي تزوج سيدة نساء العالمين فاطمة، ولما تقدم لها أبو بكر وتقدم لها عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: أمرني ربي أن أزوجها لـ علي رضي الله عنه وأرضاه.