الصراط والسراط لغتان قال الله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]، والصراط لغة: الطريق، وشرعاً: الطريق المضروب على متن جهنم للعبور عليه إلى جنات العلا، نسأل الله أن نكون ممن يمر على هذا الصراط حتى نصل إلى جنة الخلود، وهو من الغيبيات التي يجب على المرء أن يؤمن بها، وقد أناط الله الفلاح بالإيمان بالغيب، ومن الإيمان بالغيب الإيمان بالصراط، والصراط جاء في الكتاب بالإلماح، وهو بالنص الصريح في السنة النبوية، أما في الكتاب فقال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم:71] قال ابن مسعود وزيد بن أسلم: وإن منكم إلا واردها عابراً عليها على الصراط.
ووجه الشاهد من هذا: أن الغيبيات لا يستطيع الصحابي أن يتجرأ ويتكلم عنها إلا بوحي أو بعلم من النبي صلى الله عليه وسلم أو إلماح، فنقول: إن ذلك هو مستند ابن مسعود حين بين أن الصراط يمرون عليه.
أما بالنص الصريح فهو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين قال: (ويضرب الجسر -والجسر هو الصراط- بين ظهراني جهنم)، وأيضًا: النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: (أين أجدك؟ قال: تجدني على الصراط، قال: فإن لم أجدك على الصراط؟ قال: تجدني عند الميزان، قال: وإن لم أجدك عند الميزان؟ قال: تجدني عند الحوض، ولا تخطئني في هذه الثلاث)، يعني: إن لم تجدني على الصراط فستجدني عند الميزان، وإن لم تجدني عند الميزان فستجدني عند الحوض عندما تشرب منه، فهذا فيه تصريح بالصراط من قول النبي صلى الله عليه وسلم.