من البدعة في شهر رجب أن يخصه المرء بصيام، كثير من الناس لا يصومون، حتى إذا أتى رجب يكثر من الصيام فيه وهذه بدعة مميتة مردودة على صاحبها، وكان أهل الجاهلية يعظمون شهر رجب ويصومون فيه، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، بل نهى أصحابه عن ذلك، ولم يرد حديث يخص رجب بالصيام إلا حديثاً واحداً قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (صم من الحرم واترك) وهذ الحديث ضعيف يستأنس به فقط، وما ورد في الأشهر الحرم من حديث صحيح إلا في الشهر الحرام، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان هو الشهر المحرم، فهذا الشهر هو الذي حث فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الصوم، أما رجب فلا.
أيضاًَ من البدع التي كان أبو بكر وعمر ينهيان عنها أن عمر كان يسير بالدرة، فإذا وجد أحدهم صائماً في رجب يضربه ويقول: تفعل ما يفعل أهل الجاهلية؟ وقال ابن عمر: هذا شهر عظمه أهل الجاهلية فهو كغيره من الشهور، صم فيه ولا تصم فيه، زد عليه من الخير ولا تزد، يعني: لا تفعل الخير خاصة لهذا الشهر.
أيضاً من البدع في هذا الشهر ما يعرفه كثير من المصريين وهو عمرة رجب، وخميس رجب، ولكن خميس رجب أشهر، وهو أن الإنسان يذهب إلى المقابر في خميس رجب، يجمعون النساء ويأتون بالحلوى وبالطعام ويذهبون إلى المقابر، زيارة في خميس رجب، وهذه من البدع المميتة أيضاً، وكأن المقابر لا تزار إلا في رجب فقط، وكأن الموتى لا يدعى لهم إلا في رجب! أيضاً من البدعة تخصيص رجب بعمرة؛ لأنهم يعتقدون أن هذه العمرة عمرة ميمونة مباركة في شهر رجب، هذه أيضاً من البدع.