البدعة تنقسم إلى قسمين: بدعة مكفرة، وبدعة مفسقة، البدعة المكفرة: هي البدعة في أصول الاعتقاد، فالبدعة المكفرة هي البدعة في الأصول، يعني: البدعة في العقيدة، وأمثالها كثيرة جداً، كبدعة الجهمية المعطلة الذين ينفون أسماء الله وصفاته، والذين يقولون: لا سميع ولا سمع، ولا بصير ولا بصر، فهذه بدعة كفرية، يكفر بها صاحبها، لكن يكفر نوعاً لا عيناً، فالقول قول كفر، والفعل فعل كفر، والقائل والفاعل ليس بكافر حتى تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة كما قعدنا في مسائل الإيمان.
ومن البدع الكفرية بدعة غلاة الرافضة من العلويين والنصيريين الذين يعتقدون في علي أنه إله، أو الذين يعتقدون أن الرسالة كانت ستنزل على علي فأخطأ جبريل، فأنزلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بدعة الدروز الذين يعتقدون أنهم لا يكلفون إلا بعد الأربعين، وهم يبيحون مع ذلك الزنا واللواط، بل يستبيحون وطء المحارم، فهذه من البدع المكفرة، ومن البدع الكفرية ما ورد عن غلاة الصوفية الذين يعتقدون في النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يعتقد إلا في الله جل وعلا، فقائلهم يقول: فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم وعقب ابن رجب في هذا البيت قال: ما ترك هذا الرجل لله شيئاً، كل شيء أصبح للنبي صلى الله عليه وسلم، فقوله: الدنيا وضرتها، أي الدنيا والآخرة.
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم، اعتقد فيه ما لا يعتقد إلا في الله جل وعلا.
وكذلك اعتقادهم في مسألة الأقطاب والأبدال، هذه أيضاً بدع مكفرة يخرج صاحبها من الملة.
أما القسم الثاني من البدعة: فهي البدع المفسقة، وهذه البدعة تكون في الفروع وليس في الأصول، يعني: تكون في العبادات، وإذا قلت: في العبادات تخرج العادات.
والبدعة في العبادات هي البدعة المفسقة، وقد قسمها العلماء إلى بدعة أصلية، وهي: تأصيل عبادة ليس لها موضوع في الشرع، وبدعة زمانية، وبدعة مكانية، وبدعة في الهيئة وفي الصورة، وليس هذا مجال التفصيل فيها.