البدعة لغة: مشتقة من الابتداع، والابتداع معناه: الاختراع، فالبدعة هي: الطريقة المخترعة على غير مثال سابق، وأما شرعاً فأجمل ما يقال في البدعة ما قاله الشاطبي: هي: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يعني: توازيها وتشاكلها وتشابهها، أو يقصد السلوك عليها: التقرب إلى الله جل وعلا، ويقصد بالعمل بها: التقرب إلى الله جل وعلا، كما قال الله تعال: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ} [الحديد:27]، ومعنى طريقة في الدين مخترعة: لم يأت دليل من الكتاب ولا من السنة أن هذه عبادة، وهم يتعبدون بها لله جل وعلا، فهي مخترعة؛ لأنها لم ترد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن، أو على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية.
فهي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية وتشاكلها، كصلاة الألفية مثلاً، أو صلاة الرغائب، أو صوم يوم في زمان لم يشرعه الله جل وعلا ولم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يضاهي الشرعية، يعني: يشاكل ويشابه ما أصل شرعاً، وورد به الكتاب ووردت به السنة.
والمقصود بها: أن يتقرب إلى الله جل وعلا، كما قال الله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد:27]، فيقصدون بذلك التقرب إلى الله جل وعلا.