ليست ميزة الحوض خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل يشترك في هذا الخاصية جميع الأنبياء والمرسلين، فلكل نبي حوض، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لكل نبي حوضاً)، وهو حديث يتسامح في إسناده؛ لأنه بمجموع طرقه حسن، قال: (إن لكل نبي حوضاً، وإنهم ليتباهون بأكثرهم وارداً، وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارداً) ويرد على بعضهم الفئة من الناس، ويرد على بعض الأنبياء العصبة من الناس، ويرد على بعضهم الرجلان والرجل، وبعض الأنبياء لا يرد أحد على حوضه، فيقال له: قد بلغت قد بلغت، يعني: ما عليك إلا البلاغ، كما قال الله تعالى: {فاعلموا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [المائدة:92] أي: ما عليك إلا البلاغ، حتى وإن لم يستمع أحد، فقد بلغت وتشكر على هذا، والله سيشكر لك صنيعك، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإني أكثر الناس وارداً).