قال ابن عبد البر: أجمع أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أن الإيمان قول وعمل واعتقاد.
وقال الشافعي: كل من أدركتهم من التابعين وتابعي التابعين يقولون: الإيمان قول وعمل ونية.
وقال الثوري: الإيمان قول وعمل وقصد واعتقاد.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أجمل وقال: كل هذه التعريفات تساوي تعريف أن الإيمان قول وعمل، أي: قول باللسان وقول بالقلب، وعمل بالجوارح، وعمل بالقلب.
قوله: (قول باللسان) أي: كأن تقول: لا إله إلا الله، فلا يمكن أن تدخل في دائرة الإسلام حتى تشهد أن لا إله إلا الله، إلا الأخرس، فإن الإشارة تقبل منه، لكن إذا كان يستطيع النطق والكلام فإن الإسلام لا يقبل منه بحال من الأحوال إلا أن يقول: لا إله إلا الله، حتى وإن أقر في قلبه بالإيمان، قال الله تعالى: ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ)) يعني: قولوا باللسان.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا -أي: باللسان-: لا إله إلا الله).
ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمه وهو على فراش الموت (قال: يا عم! قل: لا إله إلا الله -أي: باللسان- كلمة أحاج لك بها عند الله جل وعلا) فلا إله إلا الله هي قول اللسان.
أما القول الثاني فهو قول القلب: وهو التصديق التام والانقياد والإقرار والإذعان لله جل وعلا، قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر:33].