هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: [خلق الله الخلق فكانوا في قبضته -أي: في قبضة الله عز وجل- فقال لمن في يمينه: ادخلوا الجنة بسلام، وقال لمن في يده الأخرى -وهي اليمين كذلك؛ لأن كلتا يديه يمين سبحانه وتعالى، أما الحديث الذي ورد بإثبات الشمال لله عز وجل حديث شاذ كما ذكرنا ذلك بالتفصيل آنفاً- ادخلوا النار ولا أبالي فذهبت إلى يوم القيامة].
أي: هذا كائن إلى يوم القيامة.
معنى ذلك: أن الله تعالى علم أهل الجنة سلفاً وأزلاً، وعلم أهل النار أزلاً، بل قبل أن يخلقهم علم أهل الجنة وأهل النار.
قال: [عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: أرأيت الزنا بقدر؟ قال أبو بكر: نعم.
قال: فإن الله قدره علي ثم يعذبني؟ -يُنكر ذلك.
أي: إذا كان الله تعالى هو الذي قدر علي الزنا فكيف يعذبني- قال أبو بكر: نعم يا ابن الخنا] يزجره؛ لأنه تكلم في القدر بكلام عجيب لم يرد عن سلف هذه الأمة.
[قال: نعم.
يا ابن الخنا] أي: يا ابن الفواحش [أما والله لو كان عندي إنسان أمرته أن يجأ أنفك].
أي: أن يقطع أنفك.