قال: [عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلق الله آدم على صورته)]، يا ترى! الضمير في قوله: (صورته) يعود على الله عز وجل، أم على آدم، أم على المضروب؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديثه: (إذا ضربت فلا تقبح ولا تضرب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته).
ولذلك يقول بعض أهل العلم: الضمير في صورته يعود على الله عز وجل اعتماداً واتكالاً على حديث: (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن) وهذه الرواية صريحة.
ثم يقولون: (إن الله خلق آدم على صورته) أي: على هيئته التي خلقه عليها يوم خلقه.
فالضمير يعود على آدم.
وهناك تأويل ثالث: (إن الله خلق آدم على صورته) أي: على صورة ذلك المضروب.
(فلا تقبح)؛ لأنك لو قبحته كأنك قبحت وجه أبيك آدم، ولكن الكلام عن حديث الصورة سنخصص له محاضرة كاملة.
قال: [(خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنه تحيتك وتحية ذريتك.
قال: فذهب فقال: السلام عليكم.
فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله.
قال: فزادوا: رحمة الله.
قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً)].
يعني: كل الذين يدخلون الجنة يكونون على صورة آدم، طوله في السماء ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن.
يعني: الله تبارك وتعالى لما خلق آدم خلقه وطوله في السماء حوالي (45) متراً، تصور أنك ستدخل الجنة وطولك (45) متراً، طبعاً أنت تنتظر هذا اليوم، ولن تدخل الجنة من أجل أن تنظر صورتك وأنت طويل هكذا! وقد وردت بعض الآثار أنهم يدخلون في عمر متوسط (33) عاماً، فعمر سيدنا عيسى عليه السلام (33) عاماً، وفي الحقيقة هذه أمور كلها وإن جاز في العقل تصورها إلا أننا نقول: نؤمن بها كما جاءت.
قال: [عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قاتل أحدكم أخاه)] يعني: إذا ضرب، من المقاتلة والمفاعلة.
أي: وقع شجار.
[قال: (إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته)].
الضمير يعود على المضروب.
وفي حديث: [(إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه لا يقولون: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته)].
وعن ابن عمر مرفوعاً: [(لا تقبح الوجه؛ فإن الله تعالى خلق آدم على صورته)].