أما موضوع الكتاب فهو يبحث في المسائل الاعتقادية على منهج أهل الحديث ومذهبهم، وهو ما عرف (بأهل السنة والجماعة).
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: [ولم آل جهداً في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل أهل السنة والجماعة]، فمرة يسميه: (سبيل أهل الحديث) ومرة يسميه: (طريق أهل السنة والجماعة) وكلاهما واحد.
وقد جعل المؤلف لكتابه مقدمة اشتملت على عدة أمور منها: أولاً: بيان ما كان عليه السلف من اتباع للأثر واجتناب للبدع والنهي عن مناظرة أهلها.
أي: أن أول مسألة تكلم فيها الإمام في مقدمة الكتاب هي: بيان ما كان عليه السلف من اتباعهم للأثر، وهذا بلا شك يختلف مع أهل البدع والضلال، فإنهم ليسوا متبعين للأثر، وإنما هم يقدمون العقل على النقل كما ذكرنا ذلك في الدرس الماضي، ولذلك تجد أن من أعظم الفروق بين أهل السنة والجماعة وبين أصحاب الاعتقاد الفاسد أو الفكر المنحرف: أن هؤلاء يقدمون العقل على النقل.
ثانياً: التعريض بالمنهج العقلي -أي: ذمة ولو من طرف خفي- وذم رواده من المعتزلة، وذكر جهلهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الذي يتكلم عن فضل التمسك بالأثر واتباع منهج السلف في ذلك لابد وأنه ولو لم يتكلم عن المواقف فإنه يشتمل ذلك ضمناً على ذم ما خالف ذلك.
أي: من خالف ذلك من المعتزلة، ومن أتى بعدهم في تقديمهم العقل على النقل.
ثالثاً: الإشارة إلى بداية ظهور البدع وموقف العلماء والحكام من المبتدعة.
رابعاً: ذكر فضل أهل الحديث ووجه تسميتهم بهذا الاسم.
خامساً: ذكر سبب تأليفه لهذا الكتاب.
سادساً: بيان منهجه وشرطه في تصنيف هذا الكتاب.
وهذا ما يتعلق بموضوعات المقدمة، إذ إن كل موضوع منها، وكل جزئية منها تصلح أن تكون موضوعاً طويلاً عظيماً؛ لأنها تعد معالم في أصول أهل السنة والجماعة، وفي منهج أهل السنة والجماعة.
بل إن كل مسألة من هذه المسائل التي معنا جديرة بالدراسة والتوسع فيها، ولذلك لو لم يكن في الكتاب إلا هذه المسائل لكفى، فضلاً عن أنه جعل ذلك مقدمات لأصل الكتاب.
أما أصل وموضوعات الكتاب فقد جعلها المؤلف في مجلدين: المجلد الأول: تكلم فيه على موضوعات معينة.
الأول: ذكر أسماء علماء أهل السنة والجماعة.
أي: الذين تكلموا في مسائل الاعتقاد.
الثاني: الحث على التمسك بالسنة واجتناب البدعة؛ لأن هذا أصل من الأصول، ولذلك كرره المؤلف، فمرة يذكره في المقدمة، ومرة يذكره في آخر كتابه.
فيسوق نصوصاً في آخر الكتاب للدلالة على ذلك تختلف عن النصوص التي ساقها في مقدمة الكتاب.
الثالث: التوحيد وأسماء الله وصفاته.
الرابع: ذكر اعتقاد أهل السنة والجماعة في القرآن.
الخامس: النهي عن التفكير في ذات الله عز وجل.
السادس: مبحث القدر.
السابع: البعثة النبوية والمعجزات.
الثامن: جزء من مبحث الإيمان.
وأما المجلد الثاني: فإنه يحتوي على الموضوعات الآتية: الأول: تكملة لمبحث الإيمان.
الثاني: المرجئة.
الثالث: أبواب في المعاصي والتوبة.
الرابع: القبر وما فيه.
الخامس: الأمور الواقعة يوم القيامة.
السادس: المخلوقات غير المرئية كالملائكة والجن.
السابع: علامات الساعة الكبرى والصغرى.
الثامن: الفضائل، وهو ما سماه بكتاب: (الكرامات)، وبين معتقد أهل السنة والجماعة في الكرامات.