الجمع بين قوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) وبين أن الله مستو على العرش

هنا سؤال مهم، والجواب عليه إما أن يكون بالنقل والسمع، وإما أن يكون بالعقل: معية الله تبارك وتعالى لخلقه في الوقت الذي نثبت فيه العلو والارتفاع هل بينهما تناقض؟ كيف تجمع بين أن الله على العرش وهو كما في الآية: {مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4]؟ فإنك إن لم يكن عندك علم تقف، وبعد هذا التوقف تشك، والشك في ذات الله تبارك وتعالى وفي صفاته كفر، فهل بين العلو والمعية تناقض؟

صلى الله عليه وسلم ليس بينهما تناقض لأول وهلة، حتى لو لم تكن تعرف الجواب، فلعلمك أن هذا ورد في الكتاب تحكم بعدم التناقض؛ لأنه {لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء:82]، فهذا كلام الله عز وجل الذي لا يخطئ قط، ولا يجوز عليه الخطأ، بل هو مستحيل في حقه تبارك وتعالى، فما دام هذا كلامه فلا بد من الجمع والتأويل بما يتناسب مع كمال الله وجلاله، أما من قال بالتعارض والتناقص في حق الله عز وجل فهو كافر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015