قال: [قد استدل إبراهيم بأفعاله سبحانه المحكمة المتقنة على وحدانيته].
يعني: إبراهيم عليه السلام إمام الحنيفية السمحاء، وأبو الأنبياء لم يعرف ذلك بعقله، وإنما عرف توحيد الله بالنقل والسمع، فقد استدل بأفعال الله عز وجل المحكمة المتقنة على وحدانية.
قال: [بطلوع الشمس وغروبها، وظهور القمر وغيبته، وظهور الكواكب وأفولها، ثم قال: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام:77]].
لأنه كان كلما خرجت له آية يقول: هذا ربي.
ثم يرجع عن ذلك.
ثم في نهاية الأمر سلم لله عز وجل بأنه صاحب الهداية، وأن الهدية لا تأتي إلا من قبله، وأن الدلالة على توحيد الله لا يمكن أن تكون إلا بالنقل عن الله عز وجل.
[قال: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام:77].
فعلم أن الهداية وقعت بالسمع] لا بالعقل.