قال: [لا يخاصم أحداً ولا يناظره، ولا يتعلم الجدل، فإن الكلام في القدر والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه، ولا يكون صاحبه -وإن أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم].
قد قلنا سابقاً: إن من الخطورة بمكان أن تخاصم وأن تجادل في دين الله عز وجل، وخاصة إذا لم تكن من أهل العلم، وأن أصحاب الخصومات هم أصحاب الأهواء، وكلما أتى واحد بهوى هو أعظم من هواهم تركوا هواهم لهواه، وكلما أتى بحجة هي أعظم من حجتهم تركوا ما كانوا عليه لحجته القوية، فهم كل يوم في تقلب، وكل يوم في بدعة جديدة، وكل يوم في هوى جديد؛ لأنهم لا يسيرون على الأصول الثابتة التي جاءت من عند الله عز وجل، ومن عند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد أتى رجل من الخوارج وقال لـ ابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم.
وكأنه يريد أن يوقع بـ ابن عباس، لكن هذا الحبر والبحر قال: كل هوى ضلالة.
أي: أن المسألة ليست بالهوى، بل بالاتباع والاقتداء.