قال: [باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الجنة والنار مخلوقتان الآن]، وهما موجودتان مخلوقتان لا تفنيان ولا تبيدان, وهذا معتقد أهل السنة والجماعة لا خلاف في ذلك، خلافاً لما ذهبت إليه المعتزلة والجهمية وبعض المرجئة، من أن الجنة والنار غير مخلوقتين الآن.
والأدلة متظاهرة متضافرة على أنهما مخلوقتان الآن، وقد دخل النبي عليه الصلاة والسلام الجنة فرأى فيها بعض النعيم، كما أنه اطلع على النار ورأى فيها بعض أهلها.
أما مكان وجود الجنة والنار فقد كثرت فيه الأقوال، وأعظم الأقوال هو الإيمان به والسكوت وعدم الخوض.
ومنهم من يقول: هي في الأرضين السبع، ومنهم من يقول: هي مكة وما حولها، ومنهم من يقول: بل هي في السماوات.
وهذه أقوال تحتاج إلى أدلة خاصة وأن هذا من أمور الغيب، وليس عندنا نص صريح في أن بقعة من الأرض هي من بقاع الجنة إلا ما بين بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومنبره؛ لحديث: (ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة).