من أنه أراد: كتانه وجهرميه، فحذف ياءي النسب وهو يريدهما، فليس بشيء، لأن حذفهما على هذا الوجه ليس بقياس، وإنما هو من قبيل ضرورة الشعر. انتهى كلام شارح أبيات "الإيضاح".

وقوله: قطعت أمّا ... الخ، هذا جواب رب، وهو العامل في محل بلد، النسب على المفعولية، وقدم عليه وجوبًا لأنه مجرور بحرف واجب التصدّر، لتضمنه لإنشاء التكثير، وإليه أشار المصنف بقوله: بل رب بلد موصوف بهذا الوصف قطعته، وكان ينبغي: قطعت، لكنه سهل، لأنه لم يستحضر البيت. وقطع البلد والأرض: سلوكها بالمشي. قال شارح شواهد "الإيضاح": وأمّا، أي: قصدًا لم أتعرض لغيره، وتيممه قصده. ويروى: "تأسمه" وهو مرتفع بقاصد الذي هو من صفة الأم، وإضافة التأمم إلى الحدث مجاز، وهو يريد صاحبه. انتهى.

وقوله: إلى ابن مجد: جعل الممدوح لعلو شأنه، ورفعة مكانه، ابن مجد، وأدمه: عرضه، أي: لم يطعن في عرضه بشيء. وترجمة رؤبة تقدمت في الإنشاد الخامس عشر.

وقد حظي الأصمعي عند هارون الرشيد بروايته لهذا الرجز، وروى السيد المرتضى، رضي الله عنه في "أماليه" بسنده إلى الأصمعي أنه قال: تصرفت بي الأسباب على باب الرشيد مؤملًا الظفر به والوصول إليه حتى أني صرت لبعض حرسه خدينًا، فإني في بعض ليلة قد نثرت السعادة والتوفيق فيها الأرق بين أجفان الرشيد، إذ خرج خادم فقال: أما بالحضرة أحد يحسن الشعر؟ فقلت: الله أكبر! رب قيدٍ مضيِّق قد حلّه التيسير! فقال لي الخادم: ادخل، فلعلها أن تكون ليلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015