قطعت أمَّا قاصدًا تيمُّمه ... إلى ابن مجدٍ لم يخرِّق أدمه

ثم وصفه بثلاثة وعشرين بيتًا، وقال:

وقلت مدحًا من طرازي معلمه ... قوَّمته حتَّى استقام أقومه

لملكٍ في إرث مجدٍ قدمه ... من آل عبَّاسٍ تسامى أنجمه

قال أبو حاتم في شرح "ديوان رؤبة" يقال: هو زير نساء، وحدث نساء: إذا كان يكثر من زيارتهن ويحدثهن. انتهى.

وجملة "لم تصله مريمه" في موضع جر صفة لزير، ومريم: من أسماء النساء، وأضافها إليه لأنها حبيبته" وضليل: مبالغة ضال، وأهواء: جمع هوى مصدر هويته من باب تعب؛ إذا أحببته وعلقت به، ثم أطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم، فيقال: اتبع هواه وهو من أهل الأهواء كذا في "المصباح" والصبا، بالكسر والقصر: الصغر، مصدر صبي كرضي أي: فعل فعل الصبيان. يندّمه: يوقعه في الندامة، وضّليل: مبتدأ، وجملة "يندّمه" خبر، والجملة في موضع جر صفة ثانية لزير، والهاء ضمير زير، يقول: يوقعه في الندامة من ضل في أهواء الصبا ويعذله في عشقه إياها، ويقل له: اقطع من قطعك، ولا تطلب وصل من هجرك، وهذا الكلام أشد لإغرائه، كما قيل:

لا تعذليه فإنَّ العذل يولعه ... .

وقوله: هل تعرف العهد .. الخ: هذا مقول القول، وإنما سأله بعد وصفه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015