القدر من الوصال قانع، يقول: أنا باق على العهد كما هي باقية. وروى الشيباني: "انقلب" بدل: "ينقلب" وقال: الخيال هنا: ما يرى في النوم، والخيال أيضا: ما رأيته من مكان بعيد مثل الشخص. والحبل: المودة، يقول: من وصلني وصلته. انتهى. ولم يكتب ابن السكيت هنا شيئًا، وقوله: وإن جاء ما لابد منه ... الخ. قال ابن السكيت: روى الطوسي: "إذا جاء" ويروى: "به واعترافًا لا كذابًا" أي: مما لابد منه، يعني الموت. انتهى وقال الشيباني: ويروى: "فمرحبًا به حين يأتي لا كذاب ولا علل" والاعتراف ههنا: الإقرار بالأمر، والتسليم للأمر، من قوله تعالى {فاعترفوا بذنبهم} [الملك/ 11]، أي: أقروا، ويكون الاعتراف أيضًا من الضر. انتهى.

وكذاب: مصدر، وعلل: جمع علة.

وقوله: فلا أعرفني ... البيت، كذا روياه مقدمًا على البيت الشاهد، وكتب ابن السكيت: الهديل: الفرخ الذي كان على عهد نوح عليه السلام، وهلك. انتهى. وقال الشيباني: يقول: لا تكلفني إن نشدتك بالذمة ثم لا تجبيني، فيكون مثلي ومثلك كمثل الحمام التي تدعو فلا تجاب، والهديل والهدير واحد، وهو صوت الحمامة، ويقال: الهديل: فرخ الحمامة. انتهى.

وقد نهى طرفة نفسه، والمراد نهي مخاطبه، أي: فلا تجعلني كداعي هديل، فأقام المسبب وهو المعرفة مقام السبب وهو الجعل، وما: مصدرية ظرفية، ونشدتك: سألتك، والذمة هنا العهد، والداعي هنا: الحمامة تدعو هديلاً. زعمت العرب أن الهديل فرخ كان على عهد نوح عليه السلام، فصاده جارح من جوارح الطير، قالوا: فليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه، قال الكميت في هذا المعنى:

وما من تهتفين به لنصرٍ ... بأقرب جابًة لك من هديل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015